الطبيب الذي لم يتوقعه أحد: كيف غيّر تأمين العجز المهني حياة د. عماد

كان د. عماد طبيباً متميزاً وناجحاً، معروفاً بين مرضاه بابتسامته الهادئة وكفاءته العالية. كل يوم كان يبدأه بحماس شديد، يستقبل عشرات المرضى، يطمئن على صحتهم، ويقدم لهم النصائح والعلاجات التي يحتاجونها. بالنسبة له، الطب كان شغفاً أكثر منه مهنة، وكان يؤمن بأن دوره ليس فقط في معالجة الأمراض، بل في تحسين حياة الناس.

عماد لم يكن مجرد طبيب، كان إنساناً متفانياً، يقضي ساعات طويلة في المستشفى يتابع الحالات الحرجة. وكان يحب العمل تحت الضغط، فهو اعتاد أن يتعامل مع الطوارئ في أقسام المستشفى المزدحمة. لم يكن هناك شيء يمنعه من الاستمرار في بذل أقصى جهده كل يوم. لكن، كما يحدث أحياناً في الحياة، جاءت تلك اللحظة التي لم يكن أحد يتوقعها.

في أحد الأيام، وبعد سنوات من العمل المتواصل دون أخذ عطلة طويلة، بدأ عماد يشعر بألم غريب في يده اليمنى. تجاهل الأمر في البداية، فالأطباء أحياناً يتجاهلون آلامهم الشخصية لصالح مرضاهم. لكن مع مرور الوقت، أصبح الألم لا يطاق، واضطر د. عماد إلى إجراء الفحوصات. التشخيص كان صادماً: مرض عصبي نادر بدأ يؤثر على قدرة عماد على التحكم في يده، ما يعني أنه لم يعد قادراً على إجراء العمليات الجراحية، وهي الجزء الأساسي من عمله اليومي.

شعر عماد أن عالمه ينهار. كيف لطبيب محترف مثله، قضى حياته في مساعدة الآخرين، أن يصبح فجأة عاجزاً عن أداء مهامه؟ هذه اللحظة كانت مليئة بالقلق والحزن، ليس فقط على مهنته، بل أيضاً على مصدر دخله الذي يعتمد عليه لدعم عائلته.

لكنه تذكر شيئاً كان قد قرأ عنه قبل سنوات ولم يولِهِ الكثير من الاهتمام: **تأمين العجز المهني**. رغم أن عماد لم يكن يعتقد يوماً أنه سيحتاج إلى هذا النوع من التأمين، كان قد قام بالاشتراك فيه بناءً على نصيحة صديق قديم يعمل في القطاع المالي. “قد يكون مثل هذا التأمين شريان الحياة في لحظات غير متوقعة”، كان يقول له. وها هو اليوم، يجد نفسه في تلك اللحظة التي كان يخشاها الجميع.

بفضل هذا التأمين، لم يكن على د. عماد أن يقلق بشأن دخله، حيث حصل على تعويضات مالية تغطي جزءاً كبيراً من دخله الذي فقده نتيجة عدم قدرته على إجراء العمليات. هذا الدعم المالي سمح له بالتفرغ للعلاج والتأقلم مع وضعه الصحي الجديد دون أن يشعر بالضغط المالي.

ولكن القصة لم تنتهِ هنا. رغم كل ما مر به، لم يستسلم د. عماد. بعد فترة من العلاج والتأقلم، قرر أن يواصل عمله في الطب، ولكن بطريقة جديدة. أصبح عماد مستشاراً طبياً وموجهاً للشباب الذين يرغبون في دخول مجال الطب. كما أنه بدأ في كتابة مقالات علمية ومشاركة خبراته عبر الإنترنت. بفضل تأمين العجز المهني، لم يعد مضطراً لترك مهنته بالكامل، بل استطاع أن يجد طريقاً جديداً يستمر من خلاله في تقديم خدماته للمجتمع، حتى وإن كانت بطريقة مختلفة.

تأمين العجز المهني لم يكن مجرد وسيلة لتعويض الخسائر المالية، بل كان الفرصة التي منحت د. عماد الأمل في مستقبل مختلف ولكنه مليء بالإنجازات. هذا النوع من التأمين هو الحماية التي قد لا نراها ضرورية في لحظات القوة، لكننا ندرك أهميته عندما تصبح الحياة غير متوقعة

الدرس المستفاد؟
حتى وإن كنت تشعر بأنك في قمة عطائك المهني، لا أحد يعلم ما الذي يمكن أن يحدث غداً. تأمين العجز المهني ليس مجرد وثيقة، بل هو الدرع الذي قد ينقذك من الانهيار عندما تعجز عن العمل. د. عماد مثال حي للطبيب الذي أدار الأزمة بفضل قرار بسيط اتخذه في وقت سابق.

Scroll to Top